Halwa Telinga


5/14/2011

Kenduri ketam segar di Dimyat

Assalamualaikum
  1. Sudah dua minggu lebih aku berada di perantauan, di bumi Al Banna, di bumi thaurah. Perjalanan kali ini penuh dengan keindahan, keseronokan berada bersama anak- anak tersayang ( sebagai ganti anak2ku yang ku tinggalkan dgn ummi ku di Bangi) Anakku sudah mula bising terutama Aiman kerana lama lagi aku akan sampai ke Malaysia. Sebenarnya ada beberapa perkara lagi yg perlu ditertibkan, bukan lupakan anak2 ku dek bertemu anak2 yang lain
  2. Sekarang aku di Dimyat Jadidah, yang damai, yang bersih dan tidak berserabut. Tanpa diduga rezki drp Nya, kami makan tengahari bergulaikan ketam segar. 3 kilo ketam kami hidangkan bersama 2 kilo udang hidup. Ketika membelinya tadi semua ketam tersebut masih hidup dan amat sukar mematikannya untuk dimasak.... Dua periuk nasi dibelasah oleh ikhwah dimyat dan cairo yang berkesempatan bersama dalam jaulah dakwiyah ini.
  3. Sekejap lagi kami ke Port Said, mencari burung laut pula di samping bersiar2... tapi jangan bimbang, kami berjalan dalam siri jaulah dakwah, mempererat ukhuwwah dan memperdalam kefahaman... secara santai....

4/12/2011

الإنضباط التنظيمي



بقلم: محمد عبده

نعيد التذكير والتأكيد أن العمل الجماعي يعني اشتراك أكثر من فرد في إنجاز مهمة أو عدة مهام، وإذا كانت هذه المهام متعددة وفي قطاعات متباعدة الأطراف (قطر- محافظة- مركز- قرية- نجع) فإن إنجاز هذه المهمة في أقل وحداتها يحتاج إلى عمل جماعي موصوف بالتنظيم ومُحكم بآليات تضمن تحقيقها.

ولأن النشأة والبيئة المحيطة لهما تأثيرهما على الفرد الذي هو أداة لتحقيق هذه المهام، فإنه من المتوقع أن يختلف أسلوب كل فريق عمل في هذه القطاعات تبعًا لهذه النشأة، وربما اختلفت المناهج وتباينت الرؤى لكل فريق، وحفاظًا على وحدة الصف وتحقيقًا لأكبر قدر من الاستقرار للعمل، ومنعًا لتدخل الأهواء، وتغليبًا لمصلحة الدعوة العامة على مصلحة الشخص الخاصة؛ فإن الدعوة وضعت قوانين ونظمًا ولوائح تضبط العمل وتسير فروعه المختلفة من أكبر وحدة تنظيمية في القطر إلى أصغر وحدة تنظيمية في النجع، وعلى الجميع أن يلتزم بها ويطوع نفسه على نظامها واحترامها.

فمن صور الانضباط التنظيمي أن يتقبل كل فرد داخل فريق العمل الدعوي موضع الجندية بنفس الروح والهمة العالية التي يستقبل بها وضع المسئولية والقيادة، وألا يتبرم أو يخرج على الصف أو يضيق صدره أو يتغير وجهه، وألا يقل عطاؤه وإتقانه للعمل إذا تغيرت مهمته وتحوَّل من موضع المسئولية إلى الجندية، فإن ذلك من صميم العمل التنظيمي، وغضبه أو تذمره أو خروجه على الصف يكشف خللاً واضحًا في نيته وصدق توجهه في العمل الدعوي.

ومن صور الانضباط التنظيمي الالتزام باللوائح والقوانين المنظمة للعمل الدعوي التي وضعتها الجماعة لتحقيق ذلك، وألا يطلب أي فرد فيها استثناءً لنفسه يراه واجب التنفيذ لعطائه المتميز في إنجاح الأنشطة التي كُلف بها، أو لإمكاناته العالية في الإدارة والإبداع، أو لثقته الزائدة في نفسه التي تجعله يرى أن مصلحة العمل تستوجب ذلك وغيره.

ومن صور الانضباط التنظيمي الالتزام بعرض رأي الجماعة في الموضوعات التي تُطرَح على الساحة، خاصة على المنابر الإعلامية أو التصريحات الصحفية، ممن لهم صفة قيادية داخل الصف، أو ممن يعتبرهم الإعلاميون قياديين وإن لم يكونوا كذلك؛ حتى لا يُحدث بلبلة في الصف، أو يختلط الأمر على المتلقي، وتظهر الجماعة أمام الناس وكأنهم متناحرون مختلفون.

ومن صور الانضباط التنظيمي ألا تُحل الخلافات ومشاكل العمل الدعوي على الملأ وفي جو من التشاحن أو التلاسن، بل يجب أن تُحل الخلافات وفق الأطر العامة للعمل ومن خلال القنوات الشرعية لذلك، لا اعتلاء المنابر الإعلامية والصحفية وعرض وجهات النظر الشخصية وازدراء وجهة النظر الأخرى، بل يجب النزول والاحتكام إلى نظم الجماعة ولوائحها والرضا بما تحكم به اللجنة الموكول إليها البت في هذا الخلاف.

ومن صور الانضباط التنظيمي الالتزام التام باختيارات الجماعة الفقهية التي تبنتها، والتي لها علاقة مباشرة في تنظيم العمل وتسييره، كاعتبار الشورى ملزمة في جميع مستويات العمل، وإن كان هناك رأي بأنها معلمة وغير ملزمة، فاختيار الجماعة الفقهي في هذه المسألة واجب التطبيق، فلا يجوز أن يخالف أحد رأيًا استقرت عليه الشورى وتبنته الجماعة؛ بحجة أن الشورى معلمة غير ملزمة، أو أنه لم يقتنع به، أو أنه مغاير لوجهة نظره أيًّا كانت مكانة هذا الشخص التنظيمية.

ومن صور الانضباط التنظيمي السمع والطاعة للمسئولين في غير معصية، فلا يُعقل أن يكون هناك عمل جماعي منظم أفراده لا يطيعون قادتهم، والباب أمام تحقيق هذا النوع من الانضباط هو الثقة المتبادلة بين القادة والجنود، فعلى الجندي الذي لا يسمع لقائده لشيء في نفسه أن يُصارحه به، وأن يساعده في تجاوزه، وعلى القائد أن يسعى للحصول على تلك الثقة من جنوده، وأن يبذل من الجهد ما يجعلهم مطمئنين إليه.

وامتثال الأمر الصادر عن القائد أو المسئول وإنفاذه في التو والحال في العسر واليسر في المنشط والمكره من ضروريات الانضباط التنظيمي، والجماعة لن تستطيع أن تُنجز عملاً أو تحقق هدفًا وأفرادها لا يطيعون أوامر قادتهم أو يترددون في تنفيذها أو يقتلونها بحثًا وجدلاً وتنظيرًا، فهذا كله لن يُنجز عملاً "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل" (حسن، أورده الألباني في صحيح الجامع ح رقم 5633).

ومن صور الانضباط التنظيمي اتباع الأعراف المتبعة في تسوية أي خلاف فكري أو دعوي أو شخصي، باتباع التسلسل القيادي لذلك، وعدم تجاوزه أو الخروج به إلى وسائل الإعلام؛ بحجة الانفتاح، وأن هذا أمر صحيح، فأي فائدة ستعود من ذلك، وأي عقل يقبل أن تناقش مشاكله على الملأ وبهذه الصورة العلنية التي تزيد هوة الخلاف لا تضييقه؟!.

ومن صور الانضباط التنظيمي الالتفاف حول القادة والمسئولين وتوحيد الصف وعدم الانسياق وراء دعاوى التفرق وتمزيق الصف؛ بحجة الإبداع والتطور، وما الضير من التطوير والإبداع من خلال العمل المؤسسي المنظم، ومن خلال اللوائح الموضوعة لذلك، وبعيدًا عن الرغبة في الظهور وحب الشهرة؟!.

فإن من أخطر ما يهدد وحدة الصف أن يستجيب البعض للتشكيك في قادتهم، ويقبلوا التهكم عليهم، ويرضوا ببعض التقسيمات التي يرددها من يريد فتنتنا وتمزيق وحدتنا، وإضعاف قوتنا، كمن يقسم الجماعة لحرس قديم وآخر جديد، شباب وشيوخ، قبلي وبحري، رجال ونساء، وغيرها من التقسيمات التي لا ينتبه إليها بعض الشباب المتحمس.

ومن صور الانضباط التنظيمي المحافظة على وحدة الصف وروح العمل الجماعي، فيد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، وأن ما نكره في الجماعة خير مما نحب في الفرقة، وكدر الجماعة ولا صفاء الفرد.

والعمل الجماعي المنظم مبني على قيادة مسئولة لها حق الطاعة وأفراد عاملين مترابطين فيما بينهم، مخلصين لدعوتهم التي رضوا بأن يكونوا جنودًا في صفوفها، أي أن هناك شراكة بين القادة والجنود، هذه الشراكة قائمة على وحدة الفكر، ووحدة المقصد، وقد يتفق هذان الشريكان، وربما يختلفان في بعض الأحيان، ولكن تبقى الأخوة والوحدة ركيزتين لا يمكن التفريط فيهما عندما تصدق النفوس وتخلص النوايا، وتبقى الشورى الملزمة هي الفيصل في حسم أي خلاف، وكمال الطاعة المبصرة هي التي يجب أن ينزل عليها كلا الطرفين.

ومن صور الانضباط التنظيمي أن يعرض كل صاحب فكرة متطورة، أو برنامج جديد يرى أن فيه مصلحة للجماعة على القيادة، من خلال التسلسل الإداري المعمول به، والمنظم لتلك الآلية وله كل الحق في عرض فكرته من جميع جوانبها، وعلى القيادة أن توفر له هذا المناخ الحر الذي يُعبر فيه الفرد عن أفكاره وبرامجه مع عدم التشكيك في نواياه.

وعلى صاحب الفكرة أو المقترح أن لا يلزم قادته أو يسعى لإجبارهم أو يُخيرهم بين تطبيق فكرته والأخذ برأيه وبين الخروج عن الصف، والانشقاق عليه، فلو أن كل صاحب فكرة - رأى فيها صالحًا للجماعة- لم يوافق عليها؛ تذمر واعترض ووصف الرافضين لفكرته بضيق الأفق، والتسلط والجمود، وأنهم ضد الإبداع والتطور، وجعل من ذلك سببًا للخروج منها، وتكوين جبهة مناهضة، مدعيًا أن الحق معه ولابسًا ثوب المظلوم المضطهد مستجلبًا عطف الآخرين، لما كان هناك جماعة ولا تنظيم ولا عمل، والحقيقة أنه ما اعترض ولا خرج على إخوانه وما فعل ذلك إلا انتصارًا لرأيه، وتحيزًا لفكرته.

وإن مما يجب أن يلتزم به الجميع أن يتجنبوا الأساليب الحزبية، ونعني بها التحزب لأشخاص بعينهم أو التعصب لآرائهم في مسائل مختلف فيها، بل يجب أن يلتزم الجميع بالرأي الذي انتهت إليه الشورى، لما يترتب على عدم الالتزام من متاعب وتصديع للصف، وتعويق للعمل.

ومن صور فقه الانضباط التنظيمي أن يعلم الأخ أن هناك دوائر مختلفة للشورى وليس من الضروري أن يتم تداول كل الأمور في كل المستويات الشورية، حتى تصل لأقل وحدة تنظيمية، بل إن هناك قضايا يتم مدارستها وتقليبها على كل الأوجه والاحتمالات وتمحيص عواقبها ونتائجها الإيجابية منها والسلبية في مستوى أعلى، ثم تنزل إلى المستويات الأدنى للتنفيذ، فيجب هنالك السمع والطاعة وعدم إضاعة الوقت والجهد في مدارستها مرة أخرى، مع كفالة الحق لأي فرد أن يبدي ملاحظاته وآراءه حولها، ويتقدم بذلك رسميًّا إن أراد، فإن جاء الجواب بالسلب أو الإيجاب طويت الصفحة وانخرط الجميع في التنفيذ الموافقون والمعارضون.

ومن صور الانضباط التنظيمي الالتزام التام بكلِّ مواعيد العمل الدعوي وأنشطته، وعدم التخلف عنه إلا بعذر شرعي يقبله الله تعالى قبل أن يقبله المسئولون، فإن هذا الالتزام كفيل بإنجاح العمل وتميزه، وصبغه بصبغة الجدية والانضباط، أما التفلت والاستهتار فيعني إهدار الوقت والجهد دون فائدة.

3/09/2011

Nil Yang Indah

Jemput minum kopi arab ( pahit dan berempah) di tepian Sungai Nil Biru, Khartoum
Nil yang indah

السعة في القرآن والضيق في هجره


للقرآن في شهر رمضان روحٌ فريدة ، ومعانٍ عديدة ، تتفجر منه ينابيع الخير ، وينقل المسلم إذا فكر فيه بعقله وقلبه لا بأحدهما دون الآخر قال تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد، وفى كل عام يضيف إلى القرآن سعة في صدري وعقلي وروحي ، وهذه بعض جوانب السعة التي أحسستها وعايشتها مع القرآن في شهر رمضان:ـ

أولا : إذا عبد الإنسان الهوى ، والمال والجنس والجمال ، واللذة ، فهذا عقل العبد الذي يخدم عدداً كبيراً من السادة ، لاشك أن نفس هذا العبد تضيق بالمطالب المتعارضة لكلٍ ، لكن العبودية لله وحده خروج من هذا الضيق إلى سعة رحمة الله تعالى الخالق الملك القدوس المهيمن ، القوي الواسع الحكيم قال تعالى:

{أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } (من الآية39) سورة يوسف، ولقد صور الله تعلى ذلك بالواقع الذي يعيشه الناس قال تعالى:

{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (29) سورة الزمر.

التخطيط للدنيا والآخرة

ثانيا : الإنسان مع القرآن يخرج من ضيق التخطيط للدنيا لكي يخطط للدنيا والآخرة معاً قال تعالى :{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَاَ}(من الآية77) سورة القصص،{لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ في الدنيا والآخرة} (من الآيتين219-220) سورة البقرة، وقال تعالى : {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (201) سورة البقرة، وقد فقه هذا المعنى ربعي بن عامر عندما قال أمام ملك الروم : "إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عباده العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ...." أليس هذا أرحب وأوسع من هؤلاء الذين قالوا :{إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}(37) سورة المؤمنون.

توسيع دائرة العلم

ثالثا : يوسع القرآن من دائرة العلم عند الإنسان فعندما يؤمن البشر بالمادي المحسوس فقط مثل الأطفال ، يجعل الإيمان بالغيب جزءاً من أسس المعرفة ، بدلاً من أن يكون العلم عن طريق العقل البشري فقط يوسعه إلى دائرة العقل و النقل في الوحي الإلهي (قرآناً وسنة) ، بدلاً من أن نأخذ العلم من جهة واحدة ممن لا يسمعون إلا لأساتذتهم والمشاركين لهم في اعتقاداتهم جعل الإسلام الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها ، وبدلاً من اعتبار التعلم حقاً للإنسان ، اعتبره الإسلام فرضاً على كل مسلم ومسلمة :{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (7) سورة الأنبياء، وقال r :"طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة". وبدلاً من الإيمان بالخرافة والسحر والشعوذة والأوهام ، جعل الإسلام العقل مناط التكليف ، ولابد من تضافر العقل والقلب معاً في اعتقاد أية فكرة ، " وليس منا من تكهن أو تكهن له، وليس منا من تسحر أو تسحر له" كما جاء في الحديث الشريف .

ضيق الاعتقاد

رابعا : يُخرج الإسلام الإنسان عن ضيق الاعتقاد بدين أو رسول أو كتاب واحد إلى الإيمان بكل الأديان السابقة ، والرسل جميعا ، والكتب المنزلة فقال تعالى :

{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (136) سورة البقرة.

سعة الإنسانية

خامسا : يخرج القرآن والسنة الإنسان عن ضيق الإقليمية ، والتعصب للبلاد أو القبلية إلى سعة الولاء لكل أرض فيها مسلم يعبد الله تعالى ، حتى نسي الأوس والخزرجي ولاءه القديم وصار أنصارياً فقط ، وأحس المهاجرون بأن الأنصار منحوهم حباً وبذلاً وإيثاراً أخرجهم عن الولاء لمكة فقط إلى مكة والمدينة ثم إلى كل بلد دخلها الإسلام صارت جزءاً منا مثل فلسطين الأندلس ، الهند، الصين، هذه التي كانت جزءاً من كياننا الإسلامي لا زلنا نشعر نحوها بولاء متدفق عملي يجعلنا نسعى دوماً إلى استعادتها إلى رحاب الإسلام الواسعة، ولقد فتح هذه البلاد من قبل رجال من أجناس شتى فهذا صهيب الرومي يصلي ويصوم ويقاتل ويتعلم مع أخيه سلمان الفارسي ، وهؤلاء جنود في جيش عمرو بن العاص العربي ، والجميع تحرك في الأرض فاتحاً حتى وقف طارق بن زياد كأنما يخاطب المحيط الأطلنطي بقوله :

لو كنت أعلم أن خلفك أمة يا بحر خضتك والروى أهواك

وبهذا حول الإسلام الإنسان من ضيق المواطنة إلى سعة الإنسانية ، وبني الإنسان لا ليكون مواطناً صالحاً فقط ، بل إنساناً صالحاً أيضاً ، وبهذا لا يجوز أن نقبل الفتاوى التي تجيز بيع لحوم الخنازير والخمور لغير المسلمين ، أو التعامل معهم بالربا أو الترخص في التعامل الأخلاقي لأن هذا ضد مقاصد الإسلام الواسعة .

سعة النفع العام

سادسا : ينقل الإسلام الإنسان من ضيق الأنانية التي تسود العالم إلى سعة النفع العام ، فالنبي r يقول: "خير الناس أنفعهم للناس" . فإذا رزق الإنسان مالاً أو علماً أو وجاهة أو حكماً ،...... تفانى في خدمة الناس ونفعهم بالمال زكاة ، وصدقة وعمارة لكل وجوه البر ، وبالعلم تعليماً وتربية ، وبالوجاهة قضاء لمصالح الناس ، وبالحكم بنشر الخير ، والعدل والأمن والسعادة بين الناس ، فالدور الاجتماعي في الإسلام بارز حيث قال رسول اللهr: " المؤمن ألف مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف" ، وما أتعس الأشحاء الأنانيين وأسعد الكرماء الاجتماعيين ، ودائرة النفع هنا تتجاوز الفرد إلى الأسرة (أباء أماء زوجة وولدا) ، وتخرج عنها إلى الأقارب والأرحام ، وتزيد إلى ابن السبيل، وكل محتاج مسلم أو غير مسلم قال تعالى :{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ} (من الآية 38) سورة الروم.

سعة العفو والصفح

سابعا : يوسع الإسلام من ضيق الصدور عندما يخطئ الناس في حقنا إلى سعة العفو والصفح ، ومقابلة السيئة بالحسنة مع وعد الله تعالى في مقابل ذلك بجنة عرضها السماوات والأراضين ، قال تعالى :{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمَْ} (133) سورة آل عمران، من هنا يتسع صدر الإنسان بالعفو والحلم ، بل يكون خلقه مثل سيدنا يوسف يعطي أخواته عطاء ثريا مع قوة سلطته أن يحبسهم أو بقتلهم لكنها اختلاف الأنبياء ، حيث قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ، وقالها الحبيب r لكل من حاربوه حرباً شديدة في مكة "اذهبوا فأنتم الطلقاء" ولقد انتصر أبو بكر لنفسه مرة عندما قطع النفقة عن مسطح ابن أثاثه لأنه تكلم في عرض ابنته ، وعاتبه القرآن ودعاه إلى رحاب الصفح والعطاء لوجه الله تعالى بقوله سبحانه :{ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} (22) سورة النــور ، فقال بلى يا رب أحب أن تغفر لي وزاد له في العطاء .

سعة الإيمان بالقضاء والقدر

ثامنا : يخرج الإسلام الإنسان من ضيق الصدر بالبلاء ، بالمرض ، بالحوادث العارضة وهي تحدث لكل إنسان إلى سعة الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره إلى سعة الصبر الجميل الذي يجلب الرضا والرحمة والسكينة والهداية قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } (155) سورة البقرة، ولقد روى الإمام البخاري أن النبي r قال :"....ومن يتصبر يصبره الله ، وما أوتي عبد عطاء خيراً أوسع من الصبر" ، وبهذا يحمي الإسلام الإنسان من العقد النفسية والأمراض العقلية ويدفعه إلى الصبر والجلد ، واحتمال المكارة دون ضجر ، والسعي للتغيير دون ملل .

سعة الأمل

تاسعا : يخرج الإسلام الناس من ضيق الناس والضغوط والتشاؤم والرغبة في الانتحار والتخلص من الحياة إلى سعة الأمل وطيب الدعاء قال تعالى على لسان بني الله يعقوب بعد أن فقد ولديه ، وبعد سنين طويلة :{يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } – يوسف87- ، ودعا سيدنا إبراهيم وذكريا ويوسف عليهم السلام أن يرزقهم الله الولد فمنحهم من فضله ودعا الله سيدنا يوسف أن يخلصه من فتنة النساء ولو بالسجن فاستجاب له ربه وأخرجه طاهراً إلى بساط الحكم ، ولم تحول المرض سيدنا أيوب إلى القنوط بل دعا الله وأخذ بأسباب التداوى فشفاه الله تعالى ، ودعا الله تعالى سيدنا محمدr أن ينصر القله المستضعفين على الكثرة الظالمة فنصره الله في بدر وفتح مكة والأحزاب ، وكم توسع الآيات من صدر الإنسان عندما يقرأ :{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}-الطلاق:2- ،{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} –الطلاق:4- ، وقولة تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} –الشرح:5،6- .

علاقة العبودية

عاشراً : يخرج القرآن الإنسان في علاقته بالكون من علاقة النفعية إلى علاقة التعبد لله تعالى مع أنه ينتفع بالسكن ، ويتلذذ بالغذاء ويطرب لرؤية الجمال في الكون ، وإذا غضب حطم هذه الأشياء حوله لكن الإسلام جعل الكون معنا مسبحاً قال تعالى :{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء} (18) سورة الحـج ، هذا الكون سيشهد لي يوم القيامة بأنني صليت وذكرت ، ودعوت ، حتى قال r "ما لبى ملب إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا " -رواه الحاكم في المستدرك-، نعم هذا الكون عون لنا على الخير ، مسبح معنا لله تعالى هذه علاقة سامية وواسعة تجعل المسلم دائماً معمراً للكون مضارباً في كل مكان وزمان ، ينبذ الفساد في الأرض لأن الله لا يحب الفساد ، وبهذا يكون المسلم الوحيد في العالم الذي يعمر الكون من منطلق عقيدته ، وليس من منطلق النفعية الشخصية

http://www.salahsoltan.com/principles-of-the-lord/principles-of-makassed/264-capacity-in-the-quran-and-the-abandonment-of-the-narrow.html