Halwa Telinga


10/29/2009

مجالس المؤمنين 3



المجلس الثالث

ذبح لمرضات الله عز وجل

العظماء يذبحون في سبيل العظيم سبحانه؛ لأنهم باعوا له أنفسهم نقداً وقبضوا ثمن الأرواح في مجلس العقد على معاهدة: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ ).

والمفلسون تخرج أنفسهم غصباً ؛ لأن الثمن نسيئة وعقد البيع بلا شهود مكتوب فيه: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) .

أما عمر بن الخطاب أبو حفص شيخ الشيوخ وقرة عيون الشباب فأتاه الموت في صلاة الفجر ليعظم الأجر ، ليبدأ يومه في الجنة من نسيم الصباح، وليتهيأ للنزول بعد الرواح أتته منية على رأس الخنجر فضجت دماءه بلا إله إلا الله تتفجر، سال دمه في محراب المسجد يفوح الدم كالمسك ويقطر كالعسجد:

لله درك كل قطرة مسلم حيث دماءك ليلة المحراب

لم تبق عين بعد عينك في الضحى إلا استهلت ثم بالأسباب

حج الفاروق فدعا في الأبطح اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وميتة في بلد رسولك، فأجاب الله دعوته، وذبح في مرضاته مهجته.

فما أحسن المصرع بين المنبر والروضة، ومزق أديمه وبكي جريمه، وكفنت سعادة الإسلام في أكفانه، وحنطت عدالة الملة في أردانه.

يا صاحب الدرة التي أطرت بها النوم من عيون الخونة الناكثين.

يا صاحب الثوب المرقع الذي حقرت به الدنيا في عيون الناسكين.

يا صاحب الصوت الجهوري الذي أخفت به المارقين.

تا الله لقد صرت إكليلاً على هامة العدالة.

وشهيداً ترويه مجالس السمار لرواد الشجاعة والبسالة.


No comments:

Post a Comment