المجلس السادس
تغبير القدم ساعة
لما تهيأ أسامة بن زيد خارجاً بجيشه في سبيل الله بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم ودعه الخليفة الأول، والصديق الكريم، أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ.
أسامة راكب وأبو بكر ماش!! فهم أسامة بالنزول ليركب الخليفة فقال الصديق: لا تنزل والله لأركب، وما على أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله!!
وأنا أقف وإياك أمام هذه الكلمة متسائلين:
يا تري هل هذه أول ساعة يغبر فيها الصديق قدمه؟
أما سبق له أن غبرها كثيراً؟
أما غبرت قدمه في مكة يوم قل الناصر وتوتر القريب وتنكر المعرفة وكثر الشامت؟
أما غبرت قدمه يوم بدر والموت يزحف والكفر يغلي وأرواح المؤمنين تتطاير إلى جنة عرضها السموات والأرض؟
أما غبرت قدمه وهو يزرع صحراء الجزيرة إلى تبوك ، والجوع يقطع أحشاءه ، والظمأ يعصر كبده، والحر يصل إلى كل ذرة في جسمه والغبار يداعب خياشيمه؟
أما غبرت قدمه في الغدوات والروحات والظلمات إلى الجمع والجماعات؟
هذا هو ما فعله أبو بكر الصديق فماذا فعلنا نحن!
متي تغبرت أقدامنا، متي جاهدنا، أين غزواتنا، أين تضخياتنا؟
دع المدح للصديق يشرق في الدجي
ودع كل ذكر في معاليه يكتب
No comments:
Post a Comment