المجلس العاشر
أليس الله بكاف عبده
أرض بكفاية الله يكفك عن كل كافية، فإنه غالب على أمره، ولا يغلبه أحد، وتوكل عليه فإنه حي لا يموت ، وسواه ميت .
أما كفي إبراهيم الخليل وقد ألقي في النار فصيرها له برداً وسلاماً؟
أما أنجي نوحاً من الطوفان يوم صارت الأرض كوكباً في بحر الماء؟
أما شق البحر لموسى ودمر عدوه وفجر له الصخر بالماء العذب؟
أما حملا رسولنا صلي الله عليه وسلم في كل معترك، أما أنقذه من الويلات؟
أما نجاه من الاغتيالات ، أما نصره في الغزوات، أما آنس قلبه من الوحشة ، وثبت فؤاده في الهول ، وشد أزره في النازلات؟
من الذي دعاه فما لباه؟ ومن هو الذي اطرح على عتباته فما أجاب دعواه؟ ومن الذي سأله فما أعطاه؟ ومن الذي لجأ إليه فما كفاه؟ (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) يغني ويفقر، ويحيي ويميت ، ويولي ويعزل، ويملك ويخلع، ويمرض ويشافي، ويبتلي ويعافي.
النواصي بيده ، والمقاليد في قبضته، والخلائق في تصرفه.
الجأ إليه إذا دهتك مهمة واقصد جناب الواحد القهار
واعلم بأن الله جل جلاله هو كاتب الأرزاق والأقدار
بالله عليك يا مسلم أن تقرع بابه وأن تقصد جنابه، وأن تتدبر كتابه، وأن تصاحب أحبابه، عندها سوف تجد اليسر والفلاح وتغنم الأجر والنجاح: ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإليه تُرْجَعُونَ)
No comments:
Post a Comment