Halwa Telinga


10/29/2009

مجالس المؤمنين 5



h

المجلس الخامس

إني أوعك كما يوعك رجلان منكم

هذه كلمة المعصوم عليه الصلاة والسلام يبوح بها والحمي ملء إهابة تصارعه على فراشه كما صارعته الأحداث والمصائب من كل جانب.

أبنت الدهر عندي كل بنت فكيف نجوت أنت من الزحام

بذلت لها المطارف والحشايا فعافتها وباتت في عظامي

هذا الجسم البريء ، هذا الكيان الطاهر، هذا الجناب الشريف يرتعد من الحمي ويرتجف من الألم ، ليحصل على أعظم منزلة حصل عليها محموم وأرفع درجة تبوأها مريض.

البلاء على قدرة المحبة، والأجر على مقدار الصبر ، وأعظم حبيب للمولى جلت قدرته هو رسولنا عليه الصلاة والسلام ، والله إذا أحب عبداً ابتلاه ليري صبره، لا يسبقه في مضمار الصبر أحد، وكان قدوة الشاكرين ، لا يتقدمه في باب الشكر مخلوق، فجمع الله له المنزلتين والدرجتين: الصبر في منتهاه، والشكر من أعلاه.

يفديه أصحابه بالآباء والأمهات ، وهو طريح الفراش، كال الطرف، مسهد الأعضاء ، فاتر النظرات، ملتهب الإرهاب ، فيقول : (( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)).

إذاً هناك رب يكفر ، وإيمان يعصم ، وحسنات تعطي، وأجر ينتظر، فهنيئاً لمن اتبع هذا الرسول صلي الله عليه وسلم.


No comments:

Post a Comment