Halwa Telinga


11/01/2009

المختار من ثمار الاستغفار 2

وللاستغفار ثمار وفوائد وقطوف وفرائد منها أنه:
1- سبب لمرضاة الرب واطمئنان القلب :
الاستغفار سبب لمرضاة الرب وسكينة القلب ؛ لأن الله تعالى يحب عباده الأوابين التوابين , المستغفرين المخبتين .
قال تعالى : \" { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (222) سورة البقرة.
وقال : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (28) سورة الرعد.
فهو سببٌ لصفاءِ القلب ونقائه، فالذنوب تترك أثرًا سيّئًا وسوادًا على القلب.
كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إنّ المؤمنَ إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تَاب ونزع واستغفر صُقِل قلبه، فإن زاد زادت، فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه: كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [المطففين:14] .
(أخرجه أحمد (2/297)، والترمذي في التفسير (3334)، والنسائي في الكبرى (10251)، وابن ماجه في الزهد (4244)
عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم - يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ : ( جُمْدَانُ ) فَقَالَ : « سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ » . قَالُوا : وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : « الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وعن عبد الله بن بسر ، وعن عائشة، وعن أبي الدرداء موقوفا: \"طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا\" صحيح الجامع حديث رقم (3930) .
وعن الزبير: \"من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار\". صحيح الجامع حديث رقم (5955).
قال المناوي في فيض القدير : \"من أحب أن تسره صحيفته\"، أي صحيفة أعماله إذا رآها يوم القيامة , لقوله تعالى : {وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} (90) سورة هود.

يا من يجيب العبد قبل سؤاله* * * ويجود للعاصين بالغفران
وإذا أتاه السائلون لعفوه * * * ستر القبيح وجاد بالإحسان

روى عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشَاَ فيهم رجل يقال له حدير، وكانت تلك السنة قد أصابتهم شدة من قلة الطعام، فزودهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسي أن يزود حديراً، فخرج حدير صابراً محتسباً وهو في آخر الركب يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان اللّه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول: نعم الزاد هو يا رب، فهو يرددها وهو في آخر الركب. قال: فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: إن ربي أرسلني إليك يخبرك أنك زودت أصحابك ونسيت أن تزود حديراً، وهو في آخر الركب يقول: لا إله إلا اللّه، والله أكبر، والحمد للّه، وس بحان اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه، ويقول: نعم الزاد هو يا رب. قال: وكلامه ذلك له نور يوم القيامة ما بين السماء والأرض فابعث إليه بزاد، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا فدفع إليه الزاد، حفظ عليه ما يقول، ويقول له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ورحمة الله، ويخبرك أنه كان نسي أن يزودك، وإن ربي تبارك وتعالى أرسل إلي جبريل يذكرني بك، فذكره جبريل وأعلمه مكانك. قال: فانتهى إليه وهو يقول: لا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا باللّه . ويقول: نعم الزاد هذا يا رب. قال: فدنا منه ثم قال له: إن رسول ال له صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ورحمة الله، وقد أرسلني إليك بزاد ويقول: إنما نسيتك فأرسل إلي جبريل من السماء يذكرني بك. قال: فحمد اللّه وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: الحمد للّه رب العالمين ذكرني ربي من فوق سبعٍ سموات وفوق عرشه ورحم جوعي وضعفي، يا رب كما لم تنس حديراً فاجعل حديراً لا ينساك. قال: فحفظ ما قال فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما سمع منه حين أتاه، وبما قال حين أخبره، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: \" أما إنك لو رفعت رأسك إلى السماء لرأيت لكلامه نوراً ساطعاً ما بين السماء والأرض \".
أسد الغابة 1/770 , ابن الجوزي : المنتظم 2/7 , صفة الصفوة 1/292 , وأخرجها ابن منده وأبو نعيم في كتابه معرفة الصحابة ( وفي إسناده مقال ) .
قال أبو العتاهية :

إلهي لا تعذبني فإني * * * مقر بالذي قد كان مني
وما لي حيلةٌ إلا رجائي * * * وعفوك إن عفوت وحسن ظني
وكم من زلة لي في الخطايا * * * وأنتَ عليّ ذو فضلٍ ومنِ
إذا فكرتُ في ندمي عليها * * * عضضتُ أناملي وقرعتُ سني
أجنّ بزهرة الدنيا جنونا * * * وأقضي العمرَ فيها بالتمني
ولو أني صدقت الزهدَ فيها * * * قلبتُ لأهلها ظهرَ المِجنّ
وبينَ يديّ مٌحتبسٌ طويلٌ * * * كأني قد دُعيتُ له ، كأني
يظنُ الناسُ بي خيراً وإني * * * لشرُ الناسِ ، إن لم تعفُ عني


No comments:

Post a Comment