Halwa Telinga


11/01/2009

كن رقيقاً ليناً

كن رقيقاً ليناً

يقول بعض السلف ليكن وجهك بسطأ وكلمتك لينة تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء ، ولو تأملت قول المولى جل وعلا ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).

لعلمت أن الداعية بأمس الحاجة إلى التفاف الناس حوله واستمالة القلوب إليه ، لكي يسمع لدعوته ويستجاب له ، ولا يتحقق ذلك إلا باللين .

والداعية في طريقه يواجه الناس في رغباتهم وهواهم , فيأمر وينهى ، والناس ترفض ترك أو فعل ما يخالف هواها، فالمعين الاكبر على الاستجابة للداعية بعد توفيق الله هو أن يتحلى بالرفق واللين .

اخواني احبابي إن الله جل وعلا ذكر رسوله بنعمة عظيمة أنعم بها عليه فقال ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) .

فكان النبي صلى الله عليه وسلم سيد الرفقاء واللينين ، فكان حسن الخلق وكثير الإحتمال ولا يسارع في الغضب والتعنيف إذا برز خطأً ، فإذا علمت هذا فاقرأ غير مأمور معي هذه النصوص الداله على الرفق واللين في التعامل مع المدعوين :

قال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام:(إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى).

أتدرون من فرعون وما هي مقالته ودعواه ؟
قال القرطبي رحمه الله ( فإذا كان موسى عليه السلام أمر بأن يقول لفرعون قولاً لينا فمن دونه أحرى بأن يقتدي بذلك فى خطابه وأمره بالمعروف وفي كلامه ).

وافرح له إن المزاح وفاق وإذا عجزت عن العدو فداره
تعطى النضاح وطبعها الإحراق فالنار بالماء الذي هو ضدها

حسبك أخي في الله ما رواه مسلم من حديث عائشة لما روت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).

إن الرفق واللين لهما فضائل جمة لمن تحلى بهما قال صلى الله عليه وسلم (اللهم من رفق بأمتى فارفق به) وقال (إذا أراد بقوم خير دخل عليهم الرفق ) وقال ( ان الله رفيق يحب الرفق في الامر كله ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف).

وصية نبوية
ارسل النبي صلى الله عليه وسلم ابو موسى الاشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن فأوصاهم بقوله ( يسروا ولا تعسروا وابشروا ولا تنفروا وتطاوعا).

رسولنا القدوة
تذكرو - علمكم الله بعلمه - ما كان عليه صلي الله عليه وسلم من رفق ولين وإليكم هذه الشواهد :-

( قصته مع المرأة التي تبكي ولدها عند القبر – قصته مع معاوية بن الحكم السلمي لما تحدث في الصلاة – موقفه مع الاعرابي الذي بال في المسجد – حواره مع الشاب الذى جاء يستأذن في الزنا – ملاطفته للاسير قبل الإسلام ثمامه بن آثال)

قبل الوداع
يجب ان لا نفهم مما سبق اننا ندعو للمداهنة ، ومقصودها معاشرة الفاسق والفاجر وإظهار السرور والقبول لافعاله الرديئه من غير إنكار عليه .

كما يجب ان لا نفهم من الرفق واللين انه نوع من انواع النفاق فهذا غلط وخطأ فاحش .

ولا يفهم مما سبق اظهار اللامبالاة في أمر الدين ، أو اظهار عدم الغيرة على دين الله ، ولكن المطلوب المداراة وهو الرفق بالجاهل في التعليم ، وبالفاسق بالنهي عن فعله وترك الاغلاظ عليه والانكار عليه بلطيف القول والفعل .

و كتبه/ خالد سلطان السلطان

No comments:

Post a Comment