Halwa Telinga


11/01/2009

تفنن في نصيحتك 5

تفنن في نصيحتك 5

وما زلنا نتابع الطرق والمهارات الفنية للنصيحة الشرعية وذكرت في مقالي السابق خمسة قواعد أسردها سردا وهي :
1) القسم بالله العظيم .
2) قل له أني أحبك .
3) المدح والثناء الجميل .
4) ابتسم .
5) السر والخفاء .
واليوم أقدم لكم مجموعة أخرى من الطرق والمهارات للنصيحة وأبدأ مستعينا بالله :
*الطريقة السادسة : مناسبة الزمان والمكان :
عندما تقف عند قوله تعالى : (وذكر إن نفعت الذكرى ) يتبادر إلى أذهاننا أننا نحتاج لمراعاة زمن التذكير ومكانه فإن كان الزمان والمكان مناسبا فلا نتردد بالنصيحة وتوجيهها وإذا كان المكان والزمان غير مناسبا فلا تتردد بالسكوت وتأجيل النصيحة لأن الذكرى لن تنفع فضلا عن أنها ترجع بالضرر الأكبر أحيانا .
قال ابن مسعود (إن للقلوب شهوة وإقبالها وفترة وإدبارا فخذوها عند شهوتها وإقبالها وذروها عند فترتها وإدبارها) .
عبد الرحمن بن عوف ينصح الخليفة :
عندما أراد عمر بن الخطاب أن يخطب في الناس بالحج ويرد على من تنقص أبو بكر وخلافته قال بن عوف لا تفعل يا أمير المؤمنين لأن في الناس رعاع وغوغاء فلن يعو مقالتك ولن يضعوها موضعها وأخرها للمدينة . (استجاب عمر لنصيحة بن عوف رضي الله عنهم أجمعين) وذلك من فقه ابن عوف وعلمه أن الزمان والمكان لا يتناسب مع كلمات الخليفة الراشد .
*الطريقة السابعة : حركات الملاطفة :
إن حركات الملاطفة لها بالغ الأثر في النصيحة فإذا مسحت الرأس أو عانقت أو مسكت اليد فاعلم أنه طريق تمهيد لقبول النصح .
هكذا فعل صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل لما مشى معه وأخذ بيده ثم نصحة ماذا يقول في آخر الصلاة .
ومسح صلى الله عليه وسلم صدر ذلك الشاب الذي جاء يستأذن بالزنا .
حقيقة علمية :
سألت مجموعة من الأطباء عن الشعور الذي يلحق مسكت اليد مثلا على الطرف الآخر فقالوا أن الإنسان إذا مسك يد إنسان كان ذلك بمثابة دخول تيار من القلب للقلب عن طريق اليدين فيشعر الإنسان بالقرب من الشخص الآخر والحب أيضا (وفوق كل ذي علم عليم) .
*الطريقة الثامنة : هدية أو قضاء حاجة :
حكيم بن حزام يذكر لنا كيف تأثر بنصيحة من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كانت النصيحة بعد أن قضى صلى الله عليه وسلم لحكيم حوائجه فكان الأثر الأكبر .
واسمحوا لي أن أدع حكيم بن حزام يروي قصته :
قال حكيم: (سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال : يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه فقال حكيم يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا) فقام أبو بكر في خلافته وعمر في خلافته يدعونه ليعطونه فكان يأبى حتى مات رضي الله عنه .
فتبين لنا من حديث حكيم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أدبه العظيم أنه ينصح بعد العطاء لا قبله ويهدي ثم ينصح ويقضي الحاجات ثم ينصح .
وهذه طريقة حكيمة لمن عقلها وخاصة الأزواج مع زوجاتهم والآباء مع أبنائهم والمعلم مع تلامذته ولا تنسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) وقوله : (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس) .

وأخير أقول كن خياطا محترفا .. متفننا حريفا

بقلم خالد سلطان السلطان

No comments:

Post a Comment