Halwa Telinga


11/01/2009

لطائف الأقوال

لطائف الأقوال

إن المتتبع لنصوص الكتاب والسنة يجد أن الله جل جلاله يدعونا نحن أبناء الإسلام أن نستخدم لطائف الأقوال وحسن الكلام وجميل الألفاظ تعبيرا عن أي موضوع نريد الحديث فيه .

تتبع معي هذه التوجيهات الربانية الداعية للقول الحسن والكلمة الطيبة التي بها تطييب الخواطر وإزالة انكسار القلوب في بعض الأحوال .

قال تعالى : (وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا) النساء/ 8.

بين الله لنا أنه من لم يستحق الإرث ولكنه حضر القسمة إن كان المال كثيرا أكرمهم الورثة لأنهم حاضرون وإن كان القسمة لعقار أو مال قليل استخدموا معهم الاعتذار ولطيف القول تطييبا لخاطرهم وعدم الكسر لقلوبهم : (فالكلمة الطيبة صدقة) كما قال صلى الله عليه وسلم .

وقال تعالى : (وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا) الإسراء/ 28 .

وهنا أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعطي أقاربه إن جاءه رزق الله وأن يعتذر منهم لعدم وجود النفقة حاليا ولكنه يعدهم بالخير إن جاء مستقبلا .

هكذا نرى التوجيهات القرآنية تدعوا اتباعها للقول الجميل واللطيف منه لما فيه من أثرٍ عظيم على النفس البشرية .

وعندما أقول النفس البشرية أي أنك بجميل القول تؤثر على المسلم وغير المسلم (وهذا خلق مقصود) .

رحلة مع الماضي :
لما أمر الله موسى عليه السلام وأخيه هارون بالذهاب إلى فرعون ودعوته وإقامة الحجه عليه جاء الأمر الإلهي لهما : (إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) طه/ 44 .

فالتلطف والتودد أمر مطلوب للداعية فإذا الأنبياء والرسل ومن وهبهم الله الحجج البينات والمعجزات الظاهرات يطلب منهم التودد ولطيف القول فكيف بك أنت يا أخا الإسلام ويا داعية إلى الله جل وعلا فأنت أولى بهذا الجميل .

لقد كان السلف الصالح رحمهم الله يعملون بهذه الوصايا القرآنية والتوجيهات النبوية في حديثهم وكلامهم مع الكبير والصغير مع الغني والفقير مع صاحب المناصب ومن دونه : (إنزال كل ذي منزلة منزلته) يقول ابن حجر رحمه الله عن موقف بين أنس بن مالك وقيس بن ثابت {وقد قال أنس لقيس وقيس أكبر منه سنا (يا عم ) ويرد قيس على أنس ويقول (يا ابن أخي) قال ابن حجر : (وهنا تلطف وإكرام وإجلال والعرب تتوسع في هذه الكلمات) تلطفا وتوددا وتعبيرا عن إنزال المناصب منزلة الإبن أو ابن الأخ أو العم أو الأب) .

وختاما :
أشكر الله جل وعلا الذي شرفني وشرف إخواني خالد بكري وبدر الشمري وبدر العنجري أن نكون من العاملين بلجنة الكلمة الطيبة والتي قد أخذت منهجها العلمي على أساس لطائف الأقوال وطيب الكلام .

قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله حرم على النار كل هين لين سهل بين الناس) .

بقلم خالد سلطان السلطان

No comments:

Post a Comment